يعتبر الجدول الدوري من أهم الأقسام الخاصة بالكيمياء، وقد مر تطور الجدول الدوري الحديث بالعديد من المراحل عبر سنوات طويلة في مجال الكيمياء لتجميع الأفكار والعناصر الكيميائية.
الجدول الدوري
منذ القدم والعلماء تحاول أن تقوم بتنظيم العلم والأفكار في أشياء مدرجة ومرتبة يسهل حفظها وترتيبها والوصول إليها بكل سهولة على أساس التشابه والارتباط وغيرها من العلوم الأخرى، هذا الأمر الذي يسهل اكتشاف الحقائق وتسهيل دراسة تلك العناصر الكيميائية بشكل عام.
عندما قام العالم روبرت بويل بتحديد ووضع مفهوم محدد للعنصر قام باقي العلماء العمل على اكتشاف العناصر والبحث عنها وبالتالي يحتاج العلماء والمهتمين إلى تصنيفها وترتيبها على أساس التشابه والاختلاف في طبيعة كل عنصر، وبالتالي فإن تطور الجدول الدوري الحديث لما يأتي بشكل سريع أو محدد من قبل.
ولكن يذكر موقع حلول كتبي بل كان في البداية عبارة عن فكرة فقط لترتيب العناصر الكيميائية في شكل جدول ومن ثم تطور ليصبح هذا الجدول حيث كانت عدد العناصر في البداية صغير جدًا لا يزيد عن عدد أصابع اليدين إلى أن تطور واكتشاف المزيد وأصبح هناك حاجة ملحة ووضعها في جدول.
المرحلة الأولى للجدول الدوري
المرحلة الأولى من تطور الجدول الدوري الحديث مرت بالعديد من التطورات والتغييرات، والتي بدأت منذ عام 1789م حتى 1862م وهي كالتالي:
عام 1789م
قام العالم الكيميائي الفرنسي أنطوان لافوازييه بوضع القائمة الأولى للمواد والعناصر التي لا يستطع أحد أن يقوم بتقسيمها أكثر، مثل مواد: أكسيد المغنيسيوم (Magnesia)، ومادة الباريت (Barytes)، فضلًا عن كونه قام باستبعاد مواد أخرى مثل الصودا، والبوتاس، لأنه كان يعتقد أن تلك المواد يمكن تقسيمها أكثر.
عام 1805م
في هذا العام فقد ظهر الجدول الدوري للمرة الأولى، وهذا تم عن طريق العالم جون دالتون (John Dalton) الذي قام بتصنيف تلك العناصر بناءًا على الكتل الذرية.
عام 1807م
في هذه الفترة قام العالم همفري ديفي بتقسيم عناصر الصودا، والبوتاس، وهو أيضًا من قام باكتشاف عناصر أخرى مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، ووجد هنا أن تلك العناصر متشابهة في خصائصهم، وفي نفس الفترة اكتشف مجموعة أخرى من العلماء وجه الشبه بين عناصر المغنيسيوم، والكالسيوم، والباريوم، والسترونشيوم.
عام 1862م
قام العالم الفرنسي ألكسندر إيميل بيغويي بتطوير نظامًا جديد لترتيب العناصر المعروفة والتي تبنى على الكتلة الذرية لها، فضلًا عن أنه وضع مواقع وأماكن مخصصة لستين عنصر، وقام بترتيبها بناءً على تزايد كتلها الذرية.
المرحلة الثانية للجدول الدوري
في مراحل تطور الجدول الدوري الحديث في المرحلة الثانية مرت بفترتين بدأت من 1869 إلى 1894 ميلاديًا وهما:
عام 1869م
في هذا العام قام العالم الكيميائي الروسي ديميتري مندلييف بإنشاء جدول دوري للعناصر الرئيسية والمعروفة، وقام بترتيب هذه العناصر بشكل دوري عن طريق الوزن الذري لتلك العناصر، قام أيضًا بوضع تلك العناصر المتشابهة في خصائصها، وقام بترك مجموعة من الفراغات لتلك العناصر التي تكتشف بعد.
عام 1894م
قام العالم وليام رامزي باكتشاف العناصر النبيلة، أدرك العالم أيضًا أن تلك العناصر تقوم بتشكيل مجموعة جديدة من العناصر في الجدول الدوري، فضلًا عن ذلك أن اكتشاف تلك العناصر قام بتقديم دليل إضافي يشير إلى دقة جدول مندلييف الدوري.
المرحلة الثالثة للجدول الدوري
في المرحلة الثالثة كان بطلها العالم البريطاني هنري موزلي وهذا في عام 1913م حيث قام باكتشاف خلال عملية التحليل الخاصة بتردد الأشعة السينية التي تبعث خلال بعض العناصر أن العامل الأساسي في عملية ترتيب هذه العناصر هو العدد الذري، وليس الكتلة الذرية.
وفي آخر مراحل تطور الجدول الدوري الحديث قام العالم موزلي بترتيب تلك العناصر بشكل متسلسل بناءً على العدد الذري لها، ومن الجدير بالذكر أن العدد الذري وهو عدد البروتونات الموجبة الشحنة والتي توجد في النواة.
بجانب هذا تم ترتيب العناصر المتشابهة في الخواص الكيميائية في مجموعة من الأعمدة والتي أطلق عليها مجموعات (Groups)، أما بالنسبة إلى الصفوف الموجودة في الجدول الدوري فيطلق عليها دورات (Periods).
استعمالات الجدول الدوري
سبق وذكرنا في التعرف على مراحل تطور الجدول الدوري الحديث أن هذا الجدول تم إنشاؤه لتسهيل دراسة العناصر فضلًا عن التعرف على مجموعات العناصر حيث يتم تقسيمها إلى أحماض، قلويات، معادن قلوية أرضية، الكربون، الدورات والمعادن القلوية وغيره.
يتم من خلال هذا الجدول استنتاج خواص كل معدن أو كل عنصر، فيتم في الجدول ترتيب كل العناصر التي تتشابه في الخواص معًا، فضلًا عن ذلك يتم التعرف من خلال الجدول على الرموز الخاصة بكل معدن فضلًا عن دوره الهام للعلماء والطلاب والمتخصصين في مجال الكيمياء.
بجانب هذا أيضًا نجد أن الجدول الدوري له دور كبير جدًا في العمليات الكيميائية والتفاعلات، حيث يستخدم المتخصصون هذا الجدول في التنبؤ بالخصائص والخواص الموجودة في عنصر أو معدن معين، بجانب هذا فيمكنك التعرف من خلاله على كيفية التفاعل مع العناصر الأخرى.
اقرأ ايضًا: كتاب كيمياء 2 مسار العلوم الطبيعية الفصل الدراسي الثاني 1443